الملتقى القسامي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

حكمة أبناء القسام"3" ( ب )

اذهب الى الأسفل

حكمة أبناء القسام"3"  ( ب ) Empty حكمة أبناء القسام"3" ( ب )

مُساهمة من طرف الفارس القسامي الخميس ديسمبر 18, 2008 11:56 pm

عمر وهو يبتسم .. كلامك يعني أن كل المجاهدين المتزوجين أنانيين .. ولعلك تقصدني بحديثك

حسام .. طبعاً لا أقصدك .. فأنت حين تزوجت كان الجميع يعلم أنك مطلوب كما أن لكل واحداً منا ظروفه وحساباته

عمر .. وما هي حساباتك بالضبط ؟

حسام .. لا أخفيك سرا أنني أتسائل : لو أن الله رزقني بأطفال ثم استشهدت كيف سيكون حالهم وحال أمهم من بعدي ..أفكر في هذا كثيراً خاصةً حين أشاهد اليتامى والأرامل هنا وهم يقضون أيامهم أمام هذه الجمعية وأمام هذه المؤسسة كي يحصلوا على ما يسد رمقهم .. فأقول في نفسي : طالما أن وجهتي نحو الشهادة فلماذا أترك من يعاني من بعدي

عمر .. ليس أنت من تقول في نفسك هذا .. بل هو الشيطان حين يوسوس لك .. كأنك نسيت أننا نسير على نهج قدوتنا صلى الله عليه وسلم .. وهو القائل من رغب عن سنتي فليس مني .. أم نسيت أن قائد المجاهدين كان متزوج و يجاهد في الصفوف الأولى .. ثم أن كلامك هذا يعني أن الزواج والإنجاب يتوقف على القاعدين عن الجهاد ..ألم تقل قبل قليل لو أن الله رزقني بأطفال !!.. فمادمت تعرف أن الله رزقك إياهم .. أيليق بك وأنت تؤمن بالله أن تظن أن من خلقهم سينساهم

حسام .. أعترف أن الحق معك في كل كلمة قلتها .. ولكن كلما شاهدت هؤلاء اليتامى وما يؤول له حالهم …

عمر مقاطعاً .. اليتامى والأرامل في كل مكان .. في فلسطين وغيرها .. بجهاد وبدون جهاد اليتامى في كل مكان .. وكم من يتامى يعيشون في هذه الدنيا وأهاليهم مازالوا أحياء .. كما أن اليتم لا يقتصر على أبناء المجاهدين وحدهم دون غيرهم


عاد حسام إلى المنزل بعد حوار طويل مع عمر فوجد أمه مستيقظة في انتظاره تسأله عن ما حدث بينه وبين والده .. وانتهى الحديث مع والدته بقوله افعلوا ما تروه مناسباً


في الصباح كان والد حسام يبدو عليه الفرح والسرور .. ربما لأن زوجته أخبرته بموافقة حسام على فكرة الزواج فطلب منها أن تقوم بالبحث له عن عروس في أقرب فرصة قبل أن يُغير رأيه





لم يعد ذلك المشهد الذي كانت تراه سمر من نافذة غرفتها كما كان في السابق .. فكل شيء تغير في عينيها منذ ذلك الحادث على الحاجز .. فبدا لها المشهد أشبه بلوحة سريالية لونتها فرشاة الهذيان والقلق والصمت .. تنتحب فيها الألوان بعويل جدائل سعف النخيل ويحيط بها إطار التوجس الظنون


كانت تعي أن ما هي فيه مجرد تجربة وليس نهاية العالم .. ولكن في كل مرة تحاول أن تخلص نفسها من هذه الحالة تجد أن وحدتها وضعفها يزداد أكثر
وكان هذا الضعف هو أكثر ما تكرهه .. خاصةً وأن شعورا بالذنب تجاه ذلك الشاب الذي لم تعرف عنه أي شيء يلازمها باستمرار .. فكلما حاولت نسيان الأمر تقفز صورة ذلك الشاب في ذهنها لحظة أن تحدى الجنود ورفض الانصياع إلى أوامرهم .. وبالرغم من أنها تحاول أن تستمد من هذا المشهد شعوراً بالتحدي والصمود .. كان هو نفس المشهد يُعيد إليها الشعور بالذنب كأنها السبب فيما حدث له



هل ستبقين هكذا طويلاً

كانت هذه كلمات والدها الذي لم تشعر بقدومه حين دخل غرفتها بالرغم من استئذانه

سمر .. أهلاً أبي .. ماذا قلت ؟

الوالد .. كنت أقول إلى متى ستبقين هكذا شاردة الذهن تقضين أغلب وقتك في غرفتك .. حتى الجامعة انقطعت عنها بالرغم من حماسك لها


سمر .. معك حق يا أبي .. ابتداءً من الغد إن شاء الله سأذهب إلى الجامعة .. أما عن المادة الأخرى في غزة .. فيمكنني تأجيلها حتى يهدئ الحال أو ينسحبوا كما يزعمون

الوالد .. هناك أمر أريد أن أفاتحك به بالرغم من علمي بموقفك منه

سمر .. تفضل يا أبي

الوالد .. غداً سيزورنا عمك أبو هشام هو وزوجته ومعهم ابنهم أصغر أبنائهم

سمر .. نعم فهمت .. ولكن أنت تعلم أني أؤجل هذا الأمر حتى انتهي من الدراسة

الوالد .. نعم أعرف .. ولكن كما تعلمين أن عمك أبو هشام من أكبر رجال العائلة وهو ابن عم أبي كذلك .. أي أنه في مقام عمي ..ولا أستطيع أن أقول له : لا تأتي .. خاصةً وهو لم يفاتحني في الموضوع صراحة .. ولكن واضح حسب تقاليدنا أنهم سيأتون كي يراك العريس وتريه ثم تبدأ بعدها المراسم الرسمية في التقدم لطلب يد العروس

سمر .. أول مرة أعرف أن عمي أبو هشام له ابن لم يتزوج بعد .. فعلى حسب علمي أنه يزوج أبنائه وهم في سن صغير

الوالد .. هو لديه ابن لم يتزوج فعلاً .. وإن رفضته فلن ألومك .. لأنه حسب ما يشاع عنه يعمل في صفوف المقاومة .. وأظن أنه أُصيب مؤخراً في عملية ولو أن أهله يقولون : أنه أُصيب برصاصة طائشة فوق سطح منزله

سمر .. عموماً رفضي لن يكون لهذا السبب ففكرة الزواج عندي مؤجلة حتى انتهي من الدراسة

الوالد .. عمتك تقول أن الشاب على خلق ومشهود له بأنه من خيرة أبناء العائلة وعلى ما أذكر أن اسمه حسام

بالرغم من كل الاهتمام الذي أبدته أختا سمر بموضوع زيارة أسرة أبو هشام .. فهو لم يكن كذلك بالنسبة لسمر التي لم تهتم كثيراً لمعرفتها المسبقة إلى ما ستنتهي هذه الزيارة خاصةً وهي قد حسمت أمرها واتخذت قرارها النهائي بالرفض

أكثرت غادة التي تصغر سمر بعامين من المزاح بخصوص موضوع الزيارة وكأنها تُريد أن تُخرج سمر من أزمتها النفسية التي مازالت تؤثر عليها .. ولكن سمر لم يرق لها مزاح أختها خاصةً وهي تعلم موقفها من هذا الأمر فوجهت لها الكلام قائلة :

ألن تملي من الحديث بهذه الطريقة الساخرة .. لا أعرف متى ستكبرين وتأخذي الأمور بعقلانية أكبر

قالت غادة : _ ومازال المزاح هو أسلوبها في الحديث - وهل من العقل أن ترفضي عريس قبل أن تريه ؟

سمر .. المسألة مسألة مبدأ و أولويات وكما تعلمين الأمر مؤجل عندي

غادة مازحة كالعادة .. لو لم يكن حمساوي لأخذته أنا .. فكل شيء فيه مثالي إلا هذا الأمر

سمر .. تتحدثين عنه وكأنك تعرفيه !!

غادة .. شاهدته أكثر من مرة كما أن ابنة أخيه صديقتي وزميلتي في المدرسة .. وقد حدثتني عنه كثيراً وقالت لي : أن والدته تبحث له هذه الأيام عن عروس .. توقفت غادة عن الحديث واسترسلت في الضحك مما أصاب سمر بالدهشة فسألتها عما يُضحكها

غادة .. تصوري أن المجنونة قالت لي : أنها ستُخبر جدتها عني كي أصبح زوجة عمها .. ولكني طبعاً رجوتها أن لا تفعل .. فما أعرفه عن حسام أنه حمساوي وأنا لا أحب هذا النوع من المتزمتين كما أنك لا تضمني الواحد منهم خاصةً مع واحد مثل حسام فما عرفته عنه من ابنة أخيه أنها تشك بان عمها حسام ينتمي لكتائب القسام وتقول: أنه أُصيب مؤخراً في عملية وهذه الإصابة هي التي جعلت والده يضغط عليه في الزواج كي يعقل ويلتفت لمستقبله

سمر .. غريب هذا التفكير .. المفروض أن يفخر به والده .. ولكن من أين أتيت بفكرة أن الحمساويين متزمتين .. فعلى ما أعرفه من خلال احتكاكي بهم في الجامعة أنهم ليسوا كالمتزمتين الذين كنا نراهم في الخليج أو مثل خالك أبو محمود الذي يؤمن بأن المرأة لا تخرج من بيتها طيلة حياتها إلا في ثلاث حالات فقط

غادة .. خالك أبو محمود هو من كرهني في كل من يتحدث باسم الدين .. ولكني حقيقةً لا أعرف كيف يكون خالك هذا متدين إلى هذه الدرجة وفي نفس الوقت يكره حماس وسيرتها

سمر .. الجماعات الإسلامية ليست كبعضها فكل جماعة منهم لها فكر معين .. هذا الأمر ستعرفيه وتلمسيه حين تدخلين الجامعة .. ثم لا يليق بأن تتحدثي بهذه الطريقة عن الدين أو عن خالك فالدين له علاقة له بتصرفات معتنقيه حين يشذون عن مفهومه

غادة .. وهل نسيت حين شتم أبي وقال له أنه ديوث لأنه لا يُلبسنا النقاب

سمر .. حتى لو أخطأ خالك مع أبي .. يجب أن تحترميه إكراماً لذكرى .. والدتك ولا تنس أيضاً أن أبي يؤيده في فكرة النقاب ولكنه رفض الرد على إهانته عملاً بما يحثه عليه دينه في إكرام الضيف حتى لو أخطأ في حقنا

أثار الحديث عن الوالدة جواً من الشجون بين سمر وغادة .. فلقد زاد الشعور بفقدان الأم في مثل هذه الظروف .. وقبل أن يسيطر الحزن على الموقف قالت غادة بنفس أسلوبها السابق : ما رأيك أن أضع ورقة على باب البيت أكتب عليها : ليس عندنا بنات للزواج حتى أجنب أبي الإحراج مع أقاربه

سمر وبالكاد تبتسم .. افعليها وضعي تحتها إمضاء .. اكثر البنات لهفةً على الزواج

غادة .. كل البنات مصيرها للزواج على رأي أبي .. ولكن مستحيل أن أتزوج بهذه الطريقة التقليدية

سمر .. دائماً تُخيفيني بكلامك وكلما كبرت قلقت عليك أكثر .. أليس من الأفضل لو فكرت في دراستك كما تفعل أختك الصغرى بدلاً من هذا الطيش

غادة .. رنا نسخةً منك فهي تربيتك وتعتبرك مثلها الأعلى .. أما أنا فأنظر للأمور بواقعية واحسبها بطريقة مختلفة

استمر الحديث بين سمر التي ترى في غادة جانب كبير من الطيش وغادة التي ترى في سمر رومانسية زائدة دون الوصول إلى نقطة يلتقيا فيها .. وبعد صلاة العشاء كان كل من في المنزل مُهيأ ومستعد لاستقبال الضيوف باستثناء سمر التي مازال يشغل بالها ما حدث لها على الحاجز .. وبالرغم من شعورها بحضور الضيوف حين سمعت صوت سيارتهم وهي تقف على باب المنزل بقيت جالسة في غرفتها غير مهتمة بما يحدث في الخارج

تمنت سمر في ذلك الوقت أن لا يقطع عليها أحد خلوتها مع نفسها ولكنها كانت تعلم أن هذا مستحيل لأنها المسئولة عن ما ستقوم بإعداده للضيوف .. دخلت رنا إلى غرفة سمر تبلغها بحضور الزائرين وجلوسهم في غرفة الضيوف .. فطلبت منها سمر أن تصحبها إلى المطبخ كي تساعدها في إعداد مستلزمات الضيافة

سألت سمر رنا ..كم شخص في غرفة الضيوف ؟

رنا .. الحاج أبو هشام وزوجته أم هشام وابنتهما أم إبراهيم .. ثم أردفت قائلةً : ومعهم العريس

سمر .. لا تقولي هذا أمام أحد .. ثم من قال لك أن من معهم عريس ؟

رنا .. غادة قالت لي .. كما أنني لست صغيرة وأستطيع أن أخمن وحدي

سمر .. هؤلاء جاءوا في زيارة عائلية فقط .. كما أخبروا أباك .. فلا تخمني شيء لم يحدث بعد

دخلت غادة إلى المطبخ ومعها أم إبراهيم أخت حسام فسلمت على سمر بود وأصرت على أن تساعدها في إعداد ما تقوم به .. وبالرغم من محاولات سمر في ثنيها عن هذا الأمر إلا أن أم إبراهيم أخبرتها بأنهم ليسوا ضيوف إنما عائلة واحدة حتى لو كانت مشاغل الدنيا وأعبائها تقف حائلاً أمام التواصل

كانت أم إبراهيم ودودة و لبقة في الحديث وكأنها تلقت علوم الكلام على يد أكثر العجائز فراسة وحنكة .. وبسرعة أثارت دهشة أختي سمر استطاعت أم إبراهيم أن تُقنع سمر بأن تبدل ثيابها وتقدم بنفسها الشاي للضيوف .. بينما استولت هي على المطبخ وباشرت بتكملة ما كنت تفعله سمر

ترددت سمر كثيراً قبل أن تدخل غرفة الضيوف ولكن أم إبراهيم أقنعتها بأنه لا يوجد داعي لأي حرج فجميع الحضور من العائلة
وبعد أن تغلبت على خجلها تقدمت تطوف على الحاضرين وبسبب ارتباكها بدأت بوالدها فنبهها للأمر بأن تقدم للحاج أبو هشام أولاً مما زاد ارتباكها أكثر فتدخلت أم إبراهيم لتنقذ الموقف وأخذت منها الصينية قائلةً لها : كلمي الحاجة أم هشام فهي تريدك في أمر ما

تقدمت سمر من أم هشام والدة حسام وسلمت عليها فاستقبلتها الأخيرة بحفاوة الجدة وهي تسمي باسم الله مما جعل سمر تشعر بالحرج والارتباك أكثر .. فوجهت أم هشام حديثها لابنتها أم إبراهيم طالبةً منها بأن تأتي بغادة ورنا كي تتعرف عليهم أيضاً

جلس النسوة في أحد أركان الغرفة يتجاذبن أطراف الحديث الذي كانت أم إبراهيم تُديره بجدارة .. بينما تناول الحج أبو هشام ووالد سمر الحديث عن أمور العائلة التي لا تجتمع إلا من العام للعام وضرب مثلاً بانشغال والد سمر عن تواصله مع العائلة وانشغاله هو أيضاً بتجارته بينما ظل حسام يتابع الحوار بين والده ووالد سمر دون أن يتدخل في الحوار

لاحظت أم إبراهيم صمت أخيها حسام وعدم تجاوبه مع الحوار ولاحظت أيضاً أنه لا ينظر باتجاه سمر وكذلك سمر لم تفعل طوال الوقت فاستغلت الفرصة أثناء حديث سمر عن الجامعة لتوجه لأخيها سؤال كي تشركه في الحديث معهن فسألته عن موضوع ضرورة تعليم المرأة وحصولها على شهادة جامعية فأجاب وهو ينظر إلى أخته مباشرة دون أن ينظر لسمر فقال:

للمرأة كل الحق في التعليم كما تحب طالما لديها الرغبة في ذلك ولكن من المهم جداً أن يرتقي هذا التعليم بها لا أن ينحدر بها نحو الهاوية

جذب حديث حسام والد سمر فسأله عن معنى كلامه قائلاً له :
وهل هنا نوع من التعليم يمكنه أن ينحدر بالمرأة ؟
الفارس القسامي
الفارس القسامي
Admin

عدد الرسائل : 68
الهوايه : كل شي يرضي الله
تاريخ التسجيل : 15/12/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى